احتكاك الركبة يرتبط عادًة بالعمر؛ بمعنى أنّ احتمالية الإصابة به تزيد مع التقدم بالعمر، وبالطبع توجد عوامل أخرى منها زيادة الوزن والاستعداد الوراثي، ولكن كيف يمكن الحد من تآكل مفصل الركبة وتقليل احتمالية الاحتكاك وكذلك الألم الناتج عنه؟ هذا ما سوف نناقشه في المقال.
يوضحّ لنا الدكتور أحمد ناجح عامر، أخصائي جراحة العظام والعمود الفقري في هذا المقال أهم المُستجدات والحلول الطبية المتعلّقة بعلاج احتكاك الركبة أو التهاب المفاصل التنكسي الذي يسبب الألم وتيبس المفاصل و يعيق حرية الحركة، كما سيستعرِض أفضل العلاجات المُتاحة لاحتكاك الركبة.
أحدث الحلول الطبية لعلاج احتكاك الركبة
- الاستئصال بالترددات الراديوية المبرَّدة (RFA)
إلى جانب ما يوصي به د.أحمد بأهمية التحكم ببعض العوامل التي تزيد حالة احتكاك الركبة سوءًا فإن الخيارات العلاجية متنوعة وفعّالة في تخفيف الألم، ولعلّ من أحدث الحلول الطبية المتعلقة بالتخفيف الأكيد لألم احتكاك الركبة فهو ما يسمى بالاستئصال باستخدام ترددات موجات الراديو المبردة.
تُعدُّ هذه التقنية واحدةً من العلاجات الحديثة والواعدة في التّخلص من الألم المزمن الناتج عن احتكاك الركبة طويل المدة، الذي قد يستمر لأكثر من سنة، ويستند الاستئصال بموجات الراديو المبردة على تدمير الأعصاب التي ترسل إشارات الألم إلى الدماغ.[1]
تمتد فعالية هذا العلاج لمدة تزيد عن 12 شهرًا، ويُمكنك مواصلة العمل خلال ساعات قليلة بعد انتهاء الطبيب،[1] ويُعدُّ هذا الحل الطبي مناسبًا في الحالات التالية:
الأشخاص غير المؤهلين للتدخل الجراحي لاحتكاك الركبة مثل استبدال المفصل.
فشل جراحة استبدال مفصل الركبة في التخلص من الألم الناجم عن احتكاك الركبة.
عدم نجاح الإبر الستيرويدية بإعطاء النتيجة المطلوبة.
تعمل هذه الحقنة على تسكين الألم بشكل فعَّال، وسريع المفعول، وطويل الأمد بفعالية واضحة تمتد من 6-12 شهرًا، لتخفيف الألم المصاحب للالتهاب الناجم عن احتكاك الركبة، والتي أثبتت نجاحها في 70% من المرضى.[3]
يتم حقن الحقنة في التجويف الداخلي للمفصل، ولا يتم امتصاصها أو تحللها، لتُكوِّن ما يشبه وسادة لراحة الأنسجة المصابة،[3] مما يعمل على:
- تقليل الألم.
- تقليل تصلب المفاصل.
- تحسين وظيفة الركبة.
- حقن الهيالورونات (حمض الهيالورونيك)
تحتوي هذه الحقنة على الهيالورونات، وهي واحدة من أهم مكونات السائل الزلالي في المفاصل، مما يُساعد على استعادة اللزوجة عبر استعادة فعالية هذا السائل، حيث أثبت نجاحه في علاج احتكاك الركبة وتقليل الألم في نسبة كبيرة من المرضى.[5]
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية
يتم استخدام هذا النوع من الحقن كعلاج تكميلي أو إضافي إلى جانب العلاجات الأخرى التي يحدثها الطبيب، ويلجأ الطبيب لتكرار علاج المرضى بهذه الحقنة 3 مرات متتالية للحصول على أفضل فعالية ممكنة، ولا تُشكل أي خطر أو مضاعفات على مستخدميها.[4]
- العلاج بالخلايا الجذعية الميزانشيمية
تنمو الخلايا الجذعية وتتمايز إلى أنسجة جديدة، بما في ذلك الغضاريف، حيث يتم تجميع هذه الخلايا وحقنها في مفصل الركبة، وهي من أكثر التقنيات المستخدمة لعلاج احتكاك الركبة ثمنًا وتحتاج المزيد من الدراسات لمعرفة أفضل طريقة لاستخدامها وتقدير مدى نجاحها.[5]
تحتوي حقن البوتوكس على مادة البلوتونيوم التي تعمل على تخفيف التشنجات العصبية والعضلية في المفاصل، تعمل هذه المادة على قتل الأعصاب بشكل دائم والحصول على راحة طويلة من الألم الناجم عن احتكاك الركبة لكنها قد تؤثر بشكل سلبي بعض الشيء على البنية التركيبية الداخلية للركبة.[5]
أظهرت بعض الدراسات الحديثة دور عقار تالاروزول في رفع مستويات حمض الريتينويك، الذي يمكنه أن يُساعد على التحكم في أعراض احتكاك الركبة وتقليل الأعراض المُصاحبة لها.
إلا أن هُناك حاجة لمزيد من الدراسات خاصةً السريرية لإثبات فعالية هذا الدواء فعلاً في علاج احتكاك الركبة، وما إذا كان أفضل من العلاجات الأخرى المُتاحة لاحتكاك الركبة. [6]
أفضل الطرق المسانِدة لعلاج احتكاك الركبة
يُشير الدكتور أحمد ناجح إلى أن هُناك العديد من الطرق غير الجراحية والجراحية المُتبعة لعلاج احتكاك الركبة بحسب شدّة احتكاك الركبة، بالإضافة إلى الأعراض المُرافقة لها، وينصح إلى جانب العلاج بضرورة التّخلص من الوزن الزائد، ويتضمن علاج احتكاك الركبة التالي:
- الأدوية المُضادة للالتهاب
تُساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب المُسبب لأعراض احتكاك الركبة والالم المُصاحب له، وتشمل ما يأتي: [8]
- الإيبوبروفين (Ibuprofen).
- نابروكسين (Naproxen).
- سيليبريكس (Celebrex).
- ميلوكسيكام (Meloxicam).
- الأسبرين (Aspirin).
- الأسيتامينوفين (Acetaminophen)
- فولتارين جل (Voltaren Gel)، كمرهم موضعي.
- حقن الكورتيزون
حيث إن حقن الكورتيزون في مفصل الركبة يُساعد على تخفيف الالتهاب في مفصل الركبة مما يُقلل أعراض وألم احتكاك الركبة، وعادة ما تتم من 3 – 4 مرات خلال السنة حسب ما يقرره الطّبيب.[8]
حيث إن مُختلف أنواع الدعامات والمشدّات يُمكن أن يُساعد على تخفيف أعراض احتكاك الركبة بسبب تثبيت المفصل بشكل أفضل وتخفيف الضغط عن الركبة.[8]
وأظهرت الدراسات بأن الأشخاص المُستخدمين للدعامات والمشدات أظهروا قدرة أكبر على إنجاز المهام والأنشطة اليومية بشكل أفضل من الأشخاص الذين لم يستخدموا الدعامات أو المشدات.[8]
حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2020 بأن استخدام اللاصق الرياضي من قبل الأشخاص المُصابين بِاحتكاك الركبة يُساعد على التالي:[8]
- تقليل الألم المُصاحب لاحتكاك الركبة.
- تحسُّن القدرة على المشي.
- زيادة نطاق الحركة للركبة.
- العلاج الفيزيائي
يهدف العلاج الطبيعي إلى تحسين القدرة على المشي وممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، حيث:
- يقلل من الألم المُرافق للحركة والضغط على الرُكبة.
- يُساعد على زيادة نطاق الحركة للركبة.[8]
يتضمن العلاج الطبيعي لاحتكاك الركبة أنواعًا مختلفة من التمارين، والتي تتضمن:
- التمارين المائية.
- تمارين المقاومة.
- التمارين الأرضية لمُخصصة للركبة.
- الكمادات
يُساعد العلاج باستخدام الكمادات الساخنة أو الباردة في تخفيف أعراض وألم احتكاك الركبة ، وذلك كالتالي:
تزيد الكمادات الدافئة من تدفق الدم عبر الرُكبة، مما يُقلل الالتهاب فيها، وتساعد على استرخاء العضلات المتصلّبة.
تُقلل الكمادات الباردة من تدفق الدم إلى الركبة مما يُساعد على تقليل التورم والألم الناتج عن احتباس السوائل فيها.
الإجراءات الجراحية
يتم اللجوء للجراحة في حال لم عدم الاستفادة من الطرق غير الجراحية السابق ذكرها في علاج احتكاك الركبة، ويوضّح لنا الدكتور أحمد ناجح أهم العمليات الجراحية التي يُمكن اللجوء إليها، وتتضمن:
- الاستبدال الكلي أو الجزئي لمفصل الركبة
هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة أجزاء من المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل أو التالفة واستبدالها بطرف اصطناعي معدني أو بلاستيكي أو خزفي، يقوم بوظيفة المفصل الطبيعي في الحركة والمرونة.[9]
يتضمن إدخال أنبوب رفيع جدًا متصل بكاميرا فيديو عبر شق صغير في الركبة، مما يسمح بتشخيص وعلاج المفصل باستخدام أدوات جراحية.[10]
أثبتت نجاحها في 68-77% من المرضى، عن طريق تصحيح العظام من خلال صقلها جراحيًا وتحسين محاذاة عظام المفصل ميكانيكيًا، ويوصى به خاصةً للمرضى الأقل عمرًا والأكثر نشاطًا فسيولوجيًا.
وهناك إجراءات جراحية أخرى يُمكن إجراؤها بذات الطريقة، وتشمل:
وهي واحدة من الجراحات البسيطة، يتم فيها توفير بديل لالتئام الشقوق الحاصِلة في العظام عبر تنظيرها بالفلور وكبريتات الكالسيوم؛ لسد هذه الشقوق والتئامها.[11]
- جراحة رأب المفصل الرضفي الفخذي
تُظهر هذه الجراحة نجاحًأ كبيرًا على المدى الطويل في 80% من المرضى، ويُعد اختيار الجراح المناسب لهذه الجراحة عاملاً رئيسيًا يُساعد في تحقيق أفضل النتائج.[11]
https://www.futuremedicine.com/doi/10.2217/pmt-2019-0066#:~:text=Radiofrequency%20ablation%20(RFA)%20is%20an,therapy%20for%20chronic%20knee%20pain.
https://arthrosamid.com/news/new-hydrogel-injection-for-knee-osteoarthritis-offers-patients-a-return-to-mobility-without-surgery?country=US
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9099616/#:~:text=PRP%20poses%20no%20additional%20risks,follow-ups%20%5B21%5D.
https://www.webmd.com/osteoarthritis/knee-arthritis-treatment-advances
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/36542696/
https://journals.lww.com/jbjsjournal/fulltext/2020/09020/cooled_radiofrequency_ablation_compared_with_a.4.aspx#:~:text=Cooled%20radiofrequency%20ablation%20(CRFA)%20is%20the%20targeted%20thermal%20damage%20of,knee%20osteoarthritis%20pain%2022%20-%2028.%20%20https://www.healthline.com/health-news/osteoarthritis-new-drug-may-help-stop-symptoms#The-new-drug-and-how-it-could-help
https://www.medicalnewstoday.com/articles/knee-arthritis-treatment-without-surgery#anti-inflammatory-medications
https://orthoinfo.aaos.org/en/treatment/total-joint-replacement/#:~:text=Total%20joint%20replacement%20is%20a,of%20a%20normal%2C%20healthy%20joint.
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/arthroscopy/about/pac-20392974
https://clinmedjournals.org/articles/jmdt/journal-of-musculoskeletal-disorders-and-treatment-jmdt-6-084.php?jid=jmdt